في 2009.. قانون "مايع" = حق ضائع

لا يختلف إثنان على أن عام 2009 من أسوأ الأعوام التى مرت على الكرة المصرية وذلك بسبب الفشل الذى طارد الأندية و المنتخبات المصرية حيث لم يشهد العام الحزين أى إنجاز للكرة المصرية سوى فوز النادى الأهلى بكأس السوبر الأفريقى و فوز منتخب مصر على بطل العالم إيطاليا فى كأس العالم للقارات ، و صحيح أن الفوز على بطل العالم لم يتوج المنتخب المصرى بطلاً للبطولة أو حتى لم يؤهله للدور قبل النهائى لكنه فى الوقت نفسه إنجاز لا يمكن إغفاله حيث تمثل هذه المباراة الفوز الأول و الوحيد لمصر بهذه البطولة ، فأن تفوز على بطل العالم فى المباراة رقم 100 فى تاريخ كأس العالم للقارات إنجاز يكتب لنا فى التاريخ

أما عن إخفاقات الكرة المصرية فى 2009 فحدث و لا حرج حيث فشلت الأندية المصرية خارج حدود الوطن فشل ذريع فقد خرج الأهلى من دورى أبطال أفريقيا و هو حامل اللقب و ودع أيضاً الكأس الكونفيدرالية بعد أن تفاءل الجميع بقدرته على تحقيق البطولة التى لم يفز بها أى ناد مصرى من قبل ، و لا يختلف الحال بالنسبة لأندية حرس الحدود و إنبى و الإسماعيلى فقد ودع الحرس و إنبى الكونفدرالية و فشل الإسماعيلى فى الفوز بدورى أبطال العرب ، و امتد الفشل ليطول المنتخبات المصرية حيث ودع منتخب الشباب كأس الأمم الأفريقية من الدور الأول ثم عاد ليخفق من جديد فى مونديال الشباب بمصر، الضربة القاضية للجماهير المصرية كانت تتمثل فى عدم تأهل بطل أفريقيا إلى كأس العالم 2010 الحلم الذى انتظرته الجماهير المصرية خاصةً و أن الكرة المصرية تتمتع بأزهى فتراتها و أفضل جيل من اللاعبين

الكم الهائل من الإخفاقات التى شهدته الكرة المصرية فى 2009 أصاب عشاق الساحرة المستديرة بصدمة كبرى جعلتهم يبحثون عن أسباب و تفسيرات لهذه الإخفاقات و رغم تعدد الآراء و اختلاف الأسباب المبررة لها إلا أن من بين هذه الأسباب كان هناك سبب لم يختلف عليه الجميع و هو فشل الإدارة الرياضية فى مصر ، الأخطاء التى وقعت فيها أكبر المؤسسات الرياضية فى مصر فى عام 2009 لا تغتفر فعلى سبيل المثال و ليس الحصر حقق اتحاد الكرة المصرى رقم قياسى فى عدد الأخطاء المرتكبة فى 2009 مثل قضية زيكا جورى التى أكدت أن جميع العاملين بالاتحاد لا يمتلكوا خلفية عن اللوائح و القوانين و كذلك قضية أحمد عيد عبد الملك و الإهمال الذى أدى إلى سرقة مكافآت منتخب الشباب و التى لا يعلم أحد حتى الآن شىء عنها ، و لعلى تقدم أكثر من عضو فى المجلس بالإستقالة مثل أبو ريدة و عبد الغنى و محمد حسام و غيرهم يعكس حالة عدم الإستقرار داخل الجبلاية

الفشل الإدارى لم يتوقف عند مجلس زاهر فقط بل امتد ليصيب مجلس إدارة نادى الزمالك برئاسة ممدوح عباس المجلس الذى أهان جماهير ميت عقبة بإعادة المدير الفنى الهارب هنرى ميشيل و المجلس الذى عقد رئيسه مؤتمر صحفى للرد على اتحاد الكرة فوقع فى فخ الجهل باللوائح و القوانين ، حيث خرج ممدوح عباس بكل فخر ماسكأ بيده دليل إدانته و هى عقود كلاً من عبد السلام نجاح و هانى سعيد المنضمان حديثاً للمصرى البورسعيدى ،رئيس البيت الأبيض أكد أن اللاعبين وقعا منذ فترة طويلة لنادى الزمالك متناسيا أن هذه العقود تؤكد تورط الزمالك فى مفاوضات مع اللاعبين قبل انتهاء عقدهما بفترة تزيد على 6 شهور و هو ما يعاقب عليه قانون الاتحاد الدولى (فيفا)

لم يسلم مجلس النادي الأهلى هو الآخر من الأخطاء و صحيح أن مجلس حسن حمدى هو الأقل إرتكاباً لها إلا أنه لم يسلم منها حيث عجز نادى القرن عن اتخاذ أى عقوبة رادعة تجاه اللاعب حسين ياسر محمدى الذى أساء كثيراً فى أكثر من حديث صحفى للجنة الكرة أو للمدير الفنى للفريق سواء حسام البدرى أو من قبله مانويل جوزيه ، فبعيداً عن إمكانيات اللاعب الذى قد يكون مظلوما لعدم حصوله على فرص كثيرة إلا أن تهاون المجلس الأحمر فى اتخاذ أى قرار رادع سمح للاعب بالتمادى فى الإساءة ، و لم تتوقف أخطاء المجلس المنتخب الصيف الماضى عند هذا الحد بل امتدت حتى الأيام الأخيرة من عمر 2009 و التى شهدت عودة المدافع المعتزل عماد النحاس إلى الملاعب من جديد

مساعد مدير الكرة بالنادى الأهلى ذهب للتدرب مع حامل لقب كأس مصر حرس الحدود تمهيداً لضمه و بعد طول انتظار و بعد عدم خروج أى مسئول فى القلعة الحمراء يؤكد أحقية النادى فى عماد النحاس كان يجب علينا توضيح أمر بسيط فى لوائح الاتحاد الدولى التى تؤكد أن فى حالة عودة أى لاعب من جديد للمستطيل الأخضر بعد الإعتزال يعتبر العقد الأخير للاعب مع ناديه سارى المفعول و ذلك لحماية أى نادى من هروب أى لاعب إلى نادٍ آخر عن طريق الإعتزال أى أن عقد عماد النحاس مع النادى الأهلى مازال سارى المفعول و من حق حامل لقب بطل الدورى التصرف فيه بالإبقاء عليه أو عرضه للبيع خاصةً و أن النحاس جدد عقده مع الأهلي لمدة 4 مواسم لعب منها موسمين و يتبقى له مثلهما

فيروس الفشل الإدارى لم يكتف بإصابة مجالس الإدارات فقط بل أصاب أيضاً الأجهزة الفنية و أهمها الجهاز الفنى لمنتخب مصر بقيادة حسن شحاته ليس لا سمح الله لنتائجه أو لاختياراته الفنية لقائمة ال23 لاعبا المشاركين فى أنجولا 2010 إنما لمواقفه السلبية مع محمد زيدان اللاعب الذى أصبح يطبق عليه المثل المصرى (يا فرعون إيه فرعنك ؟ . . قال ملقيتش اللى يلمنى !) ، يعلم الجميع أن مسلسل تهرب مهاجم بروسيا دورتموند من الإنضمام لمنتخب مصر يعود لزمن بعيد تصل جذوره إلى الأمم الأفريقية 2006 مروراً بأمم 2008 و فى 2009 واصل زيدان حلقات مسلسل الهروب فى الوقت الذى كانت تقوم الجماهير المصرية بحساب مسألة التأهل للمونديال بالنقطة بل بالهدف تهرب إبن بورسعيد من مباراة غينيا الودية و لأن عقاب اللاعب من قبل الجهاز الفنى لم يكن رادعاً تلاعب زيدان بمشاعر و آمال الجماهير المصرية من جديد ، فبعد أن أعلن شحاته القائمة الأولية التى ضمت 32 لاعب من بينهم زيدان لمح الأخير بتمسك يورجين كلوب المدير الفنى لفريقه به و بعد مواجهة الجهاز الفنى للاعب بحقيقة توقف الدورى الألمانى لفترة طويلة بسبب العطلة الشتوية تبدلت مبررات اللاعب 180 درجة حيث أشار مهاجم منتخب مصر إلى رغبة كلوب فى تجهيزه لمنتخب مصر خاصةً بعد أن لاحظ عدم جاهزيته بدنياً للبطولة و كأن يورجين كلوب (مصرى إبن مصرى)

سكوت حسن شحاته على زيدان بات أمر غريب جداً و يكفى أن اللاعب سينضم يوم 2 يناير لمعسكر المنتخب فى دبى أى قبل البطولة ب8 أيام فقط رغم إعلان القائمة الأولية و التى ضمت زيدان يوم 23 ديسمبر، يبدو أن رغبة اللاعب فى قضاء أجازة الكريسماس و رأس السنة فى ألمانيا أكبر من الإنضمام لمنتخب مصر حيث أشار اللاعب إلى أن البرنامج التأهيلى الذى أقره يورجين كلوب ينتهى يوم 1 يناير على أن ينضم لمعسكر الفراعنة يوم 2 من نفس الشهر، صدفة غريبة لا يصدقها سوى الساذج !

يعلم الجميع أن جهاز منتخب مصر يتكون من حسن شحاته بطل أفريقيا مرتين متتاليتين و شوقى غريب ثالث العالم و حمادة صدقى بالإضافة إلى كمال عبد الواحد (مخطط الأحمال و مدرب اللياقة البدنية) بالإضافة إلى أحمد ماجد يوسف طبيب الفريق و حسام الإبراشى للعلاج الطبيعى أى إننا إذا افترضنا عدم إكتمال لياقة زيدان كما يزعم اللاعب فهناك جهاز كامل قادرعلى وضع برنامج كامل يؤهل اللاعب للمشاركة فى البطولة كما حدث مع أحمد فتحى قبل بطولة 2008 حيث كان يعانى فتحى من زيادة بسيطة فى الوزن بعد عودته من الكويت لكنه بالعزيمة نجح فى أن يكون أحد أبرز لاعبى البطولة بعد الإلتزام بالبرنامج التأهيلى الذى وضع له

فى النهاية و حتى لا نكون متشائمين نتمنى أن تختفى كل العيوب التى عانت منها الكرة المصرية فى 2009 و أن يكف المسئولون بها عن الإستخفاف بعقول الجماهير التى باتت على درجة كبيرة من الوعى و أن يشهد عام 2010 عودة إنتصارات الكرة المصرية و كل عام و أنتم بخير.

في 2009.. قانون "مايع" = حق ضائع Egypt2010kf7

في 2009.. قانون "مايع" = حق ضائع Egypt2010kf7

للاسف مصر هى مصر

في 2009.. قانون "مايع" = حق ضائع Image

معلش احنا متعودين على كدة في 2009.. قانون "مايع" = حق ضائع 615329